
- الكاتب : هوارد فيليبس لافكرافت
- ترجمة: هناء القحطاني
- تدقيق: راشد التميمي
الفصل الأول
قبر بيرنز
في ظهيرة أحد الأيام في قرية صغيرة في مينفيل وقف حشد من المحزونين حول قبر بيرنز. أوصى جوزيف بيرنز بهذه الأمور الغريبة عند احتضاره: “قبل أن تضعوا جسدي في القبر ارموا هذه الكرة أرضًا في البقعة الموسومة “أ”، ثم سلم الكاهن كرة صغيرة ذهبية. شعر الحضور بالأسف الشديد لموته، وبعد انتهاء مراسم العزاء، قال السيد دبسون (الكاهن): “أصدقائي، سوف أنفذ الآن آخر أمنيات الراحل”. وبعد قوله هذا، نزل إلى القبر ليضع الكرة في المنطقة الموسومة “أ”. بعد لحظات بدأ صبر المعزين ينفد، ونزل حينها السيد تشا غرين (محامي الراحل) إلى القبر ليستكشف الأمر. وسرعان ما عاد مذعوراً قائلاً: “اختفى السيد دبسون”.
الفصل الثاني
السيد بيل الغامض
كانت الساعة تشير إلى الثالثة وعشر دقائق مساء عندما رن جرس قصر عائلة دبسون بصوت مرتفع. ذهب الخادم لفتح الباب ليجد أمامه رجلاً مسناً بشعر أسود وشوارب خفيفة، طلب مقابلة الآنسة دبسون، وعند اقترابها قال: “آنسة دبسون، أعلم جيداً مكان والدك، وسأعيده لكِ مقابل عشرة الآف جنيه إسترليني. بالمناسبة اسمي هو بيل”. قالت الآنسة دبسون: “سيد بيل هلّا عذرتني، سأعود بعد لحظات”. أجابها: “بالتأكيد”.
وبعد وقت قصير عادت الآنسة دبسون وقالت: “إنني أعلم ما فعلت سيد بيل، لقد اختطفت والدي واحتجزته بغية الفدية”.
الفصل الثالث
في مركز الشرطة
كانت الساعة تشير إلى الثالثة وعشرين دقيقة مساء عندما رن هاتف مركز شرطة نورث اند من دون توقف. أجاب جيبسون (المسؤول عن المكالمات في المركز) ليستكشف عن الأمر.
– صوت امرأة في الجانب الآخر من الهاتف: “اكتشفت حقيقة اختفاء والدي، أنا الآنسة دبسون ووالدي مخطوف! أرسل لي كينج جون فوراً”. كان كينج جون محققاً مشهوراً في الغرب. عندها دخل رجلٌ هلعًا في عجلة وصرخ قائلاً: “أوه، يا للرعب، تعال للمقبرة!”
الفصل الرابع
النافذة الغربية
لنعد الآن لقصر دبسون. كان السيد بيل مصدومًا فقد أُخذ على حين غرة لكن عندما استدرك الأمر قال: “لا تستنتجي الأمور بهذه البساطة آنسة دبسون لأني …” قطع حديثه دخول كينج جون الغرفة الذي سد أي طريق للهروب بقامته الصلبة والمسدسين الذين كان يحملهما. لكن بيل انطلق نحو النافذة الغربية وقفز.
الفصل الخامس
سر القبر
لنعد الآن لمركز الشرطة. بعد أن هدأ الزائر الهلع استطاع أن يروي قصته بوضوح. فقد رأى ثلاثة رجال في المقبرة يهتفون: “بيل! بيل! أين أنت أيها المسن؟”. كانت تصرفاتهم مريبة، ثم لحق بهم حيث دخلوا قبر بيرنز! ثم دخل وراءَهم ورآهم يلمسون نبتةً في البقعة الموسومة “أ” ثم اختفوا! قال جيبسون: “أتمنى لو كان كينج جون هنا! هلّا أخبرتني باسمك؟” أجاب الزائر:”جون سبارت”.
الفصل السادس
مطاردة بيل
والآن لنرجع لقصر دبسون مرة أخرى. ارتبك كينج جون من الحركة المفاجئة التي قام بها بيل، ولكن سرعان ما عاد إلى رشده. كانت أول فكرة خطرت له هي مطاردة بيل؛ وهكذا، بدأ مطاردة الخاطف، حيث تعقبه إلى محطة “أر أر” ومما أثار دهشته اكتشافه أن بيل ركب القطار المتجه إلى مدينة كينت وهي مدينة كبيرة في الجنوب ولم يكن بينها وبين مينفيل أي تيلغراف أو خطوط للهاتف، وقد انطلق القطار للتو.
الفصل السابع
الزنجي هاكمان
انطلق قطار كينت عند الساعة العاشرة وخمس وثلاثين دقيقة، وفي تمام الساعة العاشرة وست ثلاثين دقيقة اندفع رجل* أغبر وأشعث إلى مكتب عربات النقل في مينفيل وقال للزنجي هاكمان الذي كان واقفاً بجانب الباب: “إذا أخذتني إلى كينت خلال 15 دقيقة فسأعطيك دولاراً”. قال الزنجي: “حسناً لا أرى كيف يمكنني الوصول إلى هناك، فكما ترى لا أملك حصانين لائقين كما …” صرخ المسافر: “سأعطيك دولارين!” أجاب الزنجي: “حسناً”.
*كينج جون.
الفصل الثامن
مفاجأة بيل
كانت الساعة الحادية عشرة مساء في كينت، كل المحلات مقفلة ما عدا واحد. كان متجراً صغيراً وقذراً في الطرف الغربي من الشارع. كان يقع بين ميناء كينت ومحطة “أر أر”. وفي غرفة الاستقبال كان رجلٌ بملابس رثة واقفاً يتحدث مع امراة في منتصف العمر وذات شعر أشيب. قال لها: “لقد وافقت على القيام بالعمل يا ليندي، سيصل بيل في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف، لقد جهزت عربة ستقله إلى الميناء، حيث ستبحر به السفينة إلى أفريقيا هذا المساء”.
تساءلت ليندي: “لكن ماذا لو أتى كينج جون؟”
أجاب الرجل:” حينها سنعتقل، وسيشنق بيل”.
عندها طُرق الباب، فصاحت ليندي مستفسرة: “هل أنت بيل؟” أجاب الطارق: “نعم لقد استطعت ركوب قطار العاشرة والنصف وتركت كينج جون ورائي. اطمئني فكل شيء على ما يرام”. وفي تمام الساعة الحادية عشرة وأربعين دقيقة وصلت المجموعة الميناء، ورأوا سفينة تلوح في الأفق وسط الظلام. توسط رسمٌ لحاكم أفريقيا شراع السفينة. وعندما اقتربت المجموعة من الصعود إلى ظهر السفينة قطع طريقهم رجل في الظلام وقال: “جون بيل، سأعتقلك باسم الملكة”.
كان الرجل كينج جون.
الفصل التاسع
المحاكمة
حل يوم المحاكمة وتجمع حشد حول مبنى المحكمة الصيفي ليسمعوا مجريات محاكمة جون بيل بتهمة الخطف.
القاضي: “سيد بيل ماهو سر قبر بيرنز؟”
أجاب بيل: “سأجيبك بهذا القدر: إذا ذهبت إلى القبر ولمست البقعة الموسومة “أ” ستكتشف السر.”
استفسر القاضي: “أين السيد دبسون الآن؟” ثم هتف صوت من الخلف: “هنا”، فيما اقترب ظل شخص يشبه السيد دبسون من المدخل.
– “كيف وصلت إلى هنا؟”
أجاب دبسون: “إنها حكاية طويلة”.
الفصل العاشر
حكاية دبسون
ثم حكى السيد دبسون حكايته: “عندما نزلت القبر كان الظلام دامساً ولم أستطع رؤية شيء، لكن استطعت تمييز الحرف “أ” أخيراً مطبوعا على أرضية من العقيق الأبيض، وما إن رأيته حتى وضعت الكرة على الحرف ثم ما لبثت حتى فُتح أمامي باب سري وخرج منه رجل. لقد كان هذا الرجل – قالها وهو يشير إلى بيل الذي كان واقفا يرتجف خلف القضبان- الذي سحبني إلى غرفة مضيئة وفخمة عشت فيها حتى يومي هذا. وفي يومٍ من الأيام هرع فتى إلى الغرفة وقال “كُشف السر”، ثم غادر. ولم يرني. وما إن ترك بيل المفتاح خلفه، حتى أخذته ونسخته بالشمع ثم قضيت اليوم التالي محاولاً صنع مفتاح يناسب القُفل. وفي اليوم الذي تلاه كان المفتاح ملائمًا، وبعد يوم – يومنا هذا- هربت.
الفصل الحادي عشر
كشف الستار
استفسر القاضي: “ما السبب الذي دفع الراحل برينز ليطلب منك هذا الطلب؟”
أجاب دبسون: “ليوقعني في المشاكل، فقد حاك هو وشقيقه فرانسيس برينز مؤامرات ضدي لسنوات، ولم أكن أعلم الطريقة التي سيضرونني بها”.
صرخ القاضي: “اعتقلوا فرانسيس برينز”.
الفصل الثاني عشر
الختام
حُكم على فرانسيس بيرنز وجون بيل بالسجن المؤبد. استقبلت الآنسة دبسون التي أصبحت الآن السيدة كينج جون والدها بحفاوة بالغة. فيما أُرسلت ليندي وشريكها في الجريمة إلى سجن نيوجيت ثلاثين يومًا لتواطئهم وتحريضهم على تهريب مجرم.
النهاية