
- الكاتب: غي دو موباسان
- ترجمة: هناء القحطاني
كم يجذبني عالم المجانين، فهم يعيشون في جزيرة غامضة مليئة بالأحلام الغريبة، وينعمون في سحابة الخرف المُبهمة حيث تعاد ذكرياتهم السابقة وكل شيء أحبوه على هيئة خيال متحرر من كل القوانين التي تحكم هذه الحياة وتُسيطر على أفكار البشر، فلا وجود للمستحيل بالنسبة لهم ولا شيء خارج حسبانهم، فدنيا الخيال حقيقة ثابتة، والظواهر الخارقة للطبيعة مألوفة جدًا لهم.
فها هو المنطق ذو السور العصيّ ينهار أمامهم، وها هو العقل ذو الجدار العتيق موطن الأفكار والتفكير السليم يتداعى أمام خيالهم الجامح، ويتحرران هاربان نحو مملكة الخيال غير المحدودة، معززان بروابط متينة حيث لا يمكن لأحد أن يسيطر عليهما.
فكل شيء جائز بالنسبة للمجانين ، لذلك تجدهم لا يبذلون أدنى جهدٍ للتغلب على الأحداث، أو قهر الصعاب، أو نقض العوائق. ومن خلال نزوة مفاجئة لخيالهم الطائش، يصبحون أمراء، وأباطرة، بل حتى آلهة بحوزتهم ثروات العالم أجمع وكل الأشياء الشهية في هذه الحياة، وإضافةً إلى استمتاعهم بشتى أنواع المُتع، فهم دائمًا أقوياء وشُبان ومحبوبون. فوحدهم هم السعداء في هذا العالم طالما أنهم لا يولون للواقع أي اعتبار.
أحب تأمل ذكائهم التائه كما يتأمل شخصٌ حافة هاوية يقع في أسفلها سيل جارف لا يُعرف مصدره ولا وجهته، ولكن عبثًا ننحني ونتأمل هذه الهاوية، لأننا لن نستطيع أبدًا معرفة مصدر هذا التيار أو وجهته، فهو ليس إلا ماء في نهاية المطاف، تمًاماً مثل أي شيء يتدفق تحت أشعة الشمس لن تعرف عنه شيئاً عن طريق النظر إليه فقط! وعلى نحوٍ مماثل، فلن نستطيع تعلم أي شيء من خلال تأمل فطنة المجانين، فأغرب أفكارهم هي في الحقيقة مجرد أفكار يألفها أغلب البشر ولكن ما يجعلها غريبة هو عدم تقيدها بالمنطق، لذلك يفاجئنا تيارهم الغريب لأننا لا نرى سبب منطقيًا لفورته، ولكن بلا شك فإن سقوط حجر صغير في التيار يعد سببًا كافيا لأحداث هذه الفورة!
رغم كل ذلك، فعالم المجانين يجذبني لذلك غالبًا ما أعود إليهم وأُسحبُ رغمًا عني إلى غموضهم.
في يومٍ من الأيام بينما كُنت في زيارة لمصحة الأمراض العقلية قال لي الطبيب الذي كان يرشدني: “تعال معي، سأريك حالة مثيرة للاهتمام”. ومن ثم فتح باب إحدى الغُرف حيث كانت تحتجز فيها امرأة في الأربعينات من عمرها، لكنها لا تزال جميلة، كانت تجلس على كرسي كبير وتنظر إلى المرآة باستمرار متأملة وجهها، وما إن رأتنا حتى قفزت راكضة إلى زاوية الغرفة، ملتقطةً وشاحًا كان مسدولاً على الكرسي ولفته بعناية حول وجهها، ومن ثم عادت واومأت إلينا بالسلام ردًا على تحيتنا.
قال الطبيب: “حسنًا كيف حالكِ هذا الصباح”؟.
تنهدت تنهيدة عميقة ثم قالت: “آهٍ، يا سيدي، أشعر بالتعب، تعب شديد، فالبثور تتزايد يوميًا!”.
أجابها بنبرةٍ مُطمئنة: “لا تهتمي، أؤكد لكِ بأنك مخطئة!”.
اقتربت منه هامسةً: “كلا، أنا متأكدة من ذلك، لقد أحصيتها هذا الصباح وكانت زائدة بنحو عشر بثور، ثلاث منها في الخد الأيمن، وأربع في الخد الأيسر، وثلاث أخريات في الجبهة أنها مريعة وليست لدي الجرأة لأريها أحد، ولا حتى إبني فلن أدعه يراها، أنني ضائعة ومشوهة للأبد!”.
أرتمت بعدها على الكرسي وبدأت بالنحيب.
سحب الطبيب كرسيًا وجلس بالقرب منها وقال بنبرة حنونة : “اقتربي دعيني أرى، أؤكد لك بأن الأمر هين ، فكل ما تحتاجينه هو كيها كيًا خفيفًا، وستختفي”.
هزت راسها مُنكرة ما سمعت، ولم تنبس ببنت شفه.
حاول الطبيب بعدها أن يزيح الوشاح عن وجهها لكنها أمسكت الوشاح بعنف بكلتا يديها إلى درجة أن أصابعها اخترقته.
استمر الطبيب في محاولة إقناعها وطمأنتها: “هيا، أنتِ تعرفين أنه بإمكاني إزالة هذه الحُفر المريعة وعلاجها دون أن يبقى لها أثراً، ولكن إذا لم تدعيني أراها الآن فلن أستطيع معالجتها!”.
همست قائلة: “لا أمانع أن تراها أنت لكني لا أعرف من يكون هذا الشخص الذي يرافقك!”.
أجابها الطبيب: “هو طبيب أيضًا، ويستطيع أن يعالجك أفضل مني”.
سمحت بعدها بكشف وجهها، لكن خوفها وعواطفها وشعورها بالعار تسببوا باحمرار وجهها احمرارًا ظاهرًا وصل حتى بداية عُنقها، أشاحت بنظرها يميًنا وشمالا محاولة الهرب من نظراتنا ثم قالت متلعثمةً: “يُعذبني كشف نفسي بهذا الشكل أمام مرأى الجميع! أنه لأمر فظيع! أليس هذا مروعًا!؟”.
دُهشت من منظرها، فلم يكن هناك شيء في وجهها، لا علامات ولا بثور ولا حتى ندبة واحدة!
التفتت نحوي بينما كانت عيناها مرخية نحو الأرض وقالت: “لقد انتقل لي هذا المرض بينما كُنت أعتني بإبني، لهذا أُصبت به، لقد أنقذت صغيري لكني تشوهت للأبد، لقد ضحيت بجمالي لأجل طفلي الصغير، مع ذلك لم أشعر بالندم لأني قمت بواجبي، إن ضميري مرتاحٌ كليًا، وحتى إن كنت أُعاني فإن الله وحده هو العالم”.
سحب الطبيب من جيبه كيسًا يحتوي على فرشاة ألوان وقال:” دعيني أبدأ الآن، وسوف يكون كل شيء على ما يرام”.
سلمته على إثرها خدها الأيمن حيث بدأ بلمسه بلطف بتلك الفُرشاة كما لو كان يضع نقاطًا صغيرة من الطلاء عليه، وكرر ذلك على خدها الأيسر مرورا بذقنها وانتهاء بجبهتها ومن ثم هتف قائلًا:”أترين لم يبقَ أثر لتلك البثور، لقد اختفت جميعها”.
التقطت المرآة على الفور وحدقت في انعكاسها بانتباه شديد وتركيز عالي بغية اكتشاف أي أثر، تنهدت بعدها قائلة: “نعم، يصعب عليّ رؤية أي بثرة، سأظل ممتنة لك إلى الأبد!”.
وقف الطبيب وانحنى مودعًا لها ثم قادني للخروج من الغرفة، وما إن أغلق الباب حتى قال: “الآن سأحكي لك حكاية هذه المرأة التعيسة”.
اسمها السيدة هيرمت، كانت فيما مضى جميلة جدًا ومِغناج ومحبوبة من الجميع ومُحبةً للحياة. كانت امرأة من أولئك النسوة اللاتي لا يمتلكن شيئًا إلا جمالهن ورغبتهن في أن يكّن محط أنظار الآخرين وكان هذا هو سبب سعادتهن في هذه الحياة. لقد شغل القلق المستمر والرغبة في الحفاظ على شبابها والعناية ببشرتها، ويديها، وأسنانها وكل جزء ظاهر من جسدها جلّ وقتها وانتباهها. أصبحت أرملة بطفلٍ وحيد، وقد ترعرع هذا الصبي كما يترعرع أطفال مجتمع الجمال بعيدًا عن اهتمام والدته، لكنها مع ذلك كانت مغرمةَ جدًا به.
كبر الصبي، كما كبرت هي أيضًا، ولا أستطيع الجزم إذا ما كانت قد أدركت أن الأزمة المميتة تقترب أم لا.
هل كانت -كالأخريات- تطيل النظر في بشرتها التي كانت ذات مرة رائعة وشابة وخالية من العيوب وباتت اليوم تذبل شيئًا فشيئًا وتملئها مئات الخطوط الرفيعة التي تنمو بعمق يومًا بعد يوم شهرًا بعد الآخر؟ هل تُراها رأت أيضًا تزايد اثار تلك التجاعيد الطويلة في جبهتها ببطء ثابت، تلك الثعابين النحيلة التي لا يمكن لأحد امساكها؟ هل تُراها ذاقت العذاب على يدِ تلك المرآة الصغيرة ذات المقبض الفضي التي لا يمكن للمرء أن يقرر ما إذا كان سيضعها على الطاولة برفقٍ أم يرميها متقززًا حتى يعود ويلتقطها من جديد ممعِناً النظر في وجهه عن كثب مُتفحصًا تفاصيل تلك الشيخوخة البغيضة؟ هل تُراها أخرست نفسها عشرات المرات يوميًا، تاركة اصدقائها يتبادلون أطراف الحديث في غرفة المعيشة وذاهبة إلى غرفتها تحت حماية البراغي والقبضان، حيث تبدأ تأمل آثار الزمن على جمالها الناضج الذي بدأ بالاندثار مدركة بيأس ذلك التقدم التدريجي لعملية الذبول التي لم يدركها أحد سواها! فقد تعرفت على أخطر أثار التقدم في العمر عبر تلك المرآة، تلك الزجاجة اليدوية المستديرة ذات الإطار الفضي المنقوش التي أخبرتها أشنع الأخبار، فكلامها بدأ وكأنه ضحك ساخر، حيث راحت تخبرها بكل ما سيحدث لها مستقبلًا من المشاق الجسدية والآلام النفسية الشنيعة التي ستعاني منها حتى يوم وفاتها الذي سيكون يوم خلاصها.
هل تُراها خرت ساجدة تنتحب في حيرة وتدعو الإله الذي يحيي ويميت، ويهب الشباب ويمنح الشيخوخة التي لا تطاق، الإله الذي يهب الجمال ليعود ويأخذه في سرعة خاطفة، هل تُراها دعته متوسلةً أن يمنحها مالم يمنحه أحد من العالمين، بأن تبقى حتى آخر أيامها فاتنة، وشابة ورشيقة، ثم اكتشفت بأنها كانت تتوسل دون جدوى، فالسنين تمضي سنة بعد الأخرى، والعمر يتقدم.
هل تُراها تقلبت على سجاد غرفتها ضاربة برأسها في أثاث الغرفة مختنقة بصرخات اليأس؟
في غالب الحال لأنها عانت من هذا العذاب فقد حدث ما يلي:
في يوم من الأيام – كانت حينها في الخامسة والثلاثين من عمرها- وقع ابنها ذا الخمسة عشر ربيعًا طريح الفراش، حيث أُخذ إلى فراش المرض دون أن يفهم أحد طبيعة مرضه أو حتى أسبابه، وقد لازمه حينها معلمه كما بقي بجانبه الكاهن ولم يفارقاه طيلة أيام مرضه بينما كانت أمه السيدة هيرمت تطل مرة كل صباح ومرة أخرى في المساء تستفسر عن أخباره.
كانت تأتي كل صباح بإزار النوم مبتسمة، ورائحة العطر تعج منها، وتسأله فور دخولها الغرفة: “حسًنا صغيري جورج هل تشعر بتحسن؟”.
ويجيبها الفتى بوجهٍ أحمرٍ متورم تظهر على محياه ويلات الحمى: “نعم يا أمي، أفضل من البارحة بقليل”.
وتبقى بعدها في الغرفة لثواني معدودة، تنظر إلى علب الأدوية، وتعض شفتيها متأففة، ثم تقول فجأة: “يا إلهي، لقد نسيت شيئا مهمًا للغاية”، وتخرج مسرعة خارج الغرفة تاركة وراءها عبير عطرها يفوح في الإرجاء.
كذلك كانت تأتي مساءً بفستان أنيق وهي في عجلة من أمرها، فقد كانت دائمة التأخير ولا تملك الا هذا الوقت لتسأل:”حسنًا، ماذا قال الطبيب؟” ويجيبها الكاهن: “لم يقل شيئا حتى الآن يا سيدتي”.
ولكن ذات مساء كانت الإجابة مُغايرة عما اعتادت عليه حيث قال:” سيدتي ابنك مصابٌ بالجدري!”.
صرخت عند سماعها صرخة مليئة بالرعب وهربت من الغرفة.
وفي اليوم التالي عندما دخلت الخادمة الغرفة لاحظت رائحة السكر المحروق، ورأت سيدتها جاحظة العينين، بوجهِ شاحب نتيجة لقلة النوم، ترتعد رُعبًا في سريرها، وبعدما فتحت الخادمة النافذة سألتها: “كيف حال جورج؟”.
أجابتها الخادمة في حُزن: “ليس بخيرٍ يا سيدتي”.
لكنها لم تنهض من فراشها حتى وقت الظهيرة، حيث استيقظت وتناولت إفطارها المكون من بيضتين مع كوب من الشاي كما لو كانت هي نفسها المريضة، ومن ثم خرجت إلى العطار تستفسر عن التدابير الوقائية لعدوى الجدري.
وفي تلك الأثناء كان الكاهن في انتظارها في غرفة المعيشة، وفور رؤيته صاحت بصوتٍ مليء بالعاطفة: “هل هو بخير؟”.
رد: “كلا سيدتي، حالته لم تتحسن، الطبيب قلق جدًا!”.
شرعت بعدها بالبكاء ولم تستطع أن تأكل شيئًا من شدة القلق.
وفي صباح اليوم التالي أرسلت خادمتها لتستفسر عن ابنها، لكن بقي الحال على ما هو عليه، فلم تتحسن حالته. لقد قضت يومها كاملا في غرفتها، وراحت المباخر تبعث الروائح النفاذة في أرجاء المنزل. ولقد ذكرت خادمتها بأنها كانت تسمع انينها طوال الليل.
قضت أسبوعًا كاملاً على هذه الحالة، تخرج فقط بعد الظهيرة لساعة أو ساعتين تستنشق الهواء النقي.
الآن أصبحت تستفسر عن صحة ابنها كل ساعة، وكانت تنتحب عندما تأتيها الأخبار السيئة.
وفي صباح اليوم الثاني عشر طرق الكاهن باب غرفتها بوجهه شاحبٍ وحزين، أذنت له بالدخول ودعته للجلوس على الكرسي لكنه فضّل نقل كلامه واقفًا: “سيدتي، لقد اشتدت وطأة المرض على ابنك، وهو الآن يتمنى رؤيتك!”.
خرت راكعة على ركبتيها:” كلا كلا، يا إلهي، لن أجرؤ أبدًا على فعل ذلك يا إلهي يا إلهي ساعدني!”.
أكمل الكاهن: “سيدتي لقد فقد الطبيب الأمل، وجورج ينتظرك!!”.
وغادر بعدها الغرفة.
وبعد ساعتين طلب الصبي المحتضر رؤية أمه من جديد، وعاد الكاهن لغرفتها مرة أخرى ليجدها لا تزال على ركبتيها تبكي وتردد: “لن .. لن … أنا خائفة جدًا … لن!”.
حاول الكاهن إقناعها، وتقويتها، وإرشادها لكنه لم يفلح إلا في تهدئة نوبتها العصبية التي استمرت بضع دقائق مسببة لها الارتعاش.
أٌخبِرَ الطبيب فور وصوله مساءً بما حدث، فأعلن بأنه سيأتي بالأم لترى صغيرها إما طواعيةً أو باستخدام القوة، ولكن بعد عدة محاولات أستخدم فيها الطبيب جميع الحجج محاولًا اقناعها، قرر أخيرًا أن يسحبها من خصرها ويأخذها إلى غرفة ابنها بالقوة، ولكنها تشبثت بباب غرفتها بقوة لم يستطع معها الطبيب أن يخرجها، وبعد أن تركوها، سقطت تحت أقدام الطبيب، متوسلة إليه، طالبة السماح ومقرة بأنها مخلوق حقير: “لن يموت، أرجوك أخبرني بأنه لن يموت، أتوسل إليك أخبره بأنني أحبه أخبره بأني أعشقه”.
شعر الصبي المحتضر بأنه لم يتبقَ له سوى دقائق معدودة ليعيشها، لذلك توسل إليهم أن يقنعوا والدته بالقدوم إليه ليودعها الوداع الأخير. لقد أدرك الصبي الأمر- فقد أخبره الحدس الذي يشعر به المحتضرون عادةً كل شيء- وقال للكاهن: إذا كانت خائفة من الدخول إلى غرفتي توسلوا إليها أن تأتي إلى الشرفة قُبالة نافذتي حتى أتمكن من رؤيتها على الأقل؛ وألقي عليها نظرة الوداع طالما أنني لن أتمكن من تقبيلها.
ذهب الطبيب والكاهن مرة أخرى إلى تلك المرأة وحاولوا اقناعها: “اطمئني لن تتعرضِي لأي أذى، فسيكون هناك لوح زجاجي يفصل بينكِ وبينه”.
اقتنعت المرأة أخيرًا وغطت وجهها بوشاح وجلبت معها قارورة أملاح الشم (النشادر) وما أن خطت على الشرفة ثلاث خطوات حتى صرخت فجأة: “كلا، كلا، لن أستطيع أبدًا النظر إليه، كلا، أنني خائفة جدًا وأشعر بالعار، كلا… لا أستطيع!!”.
عبثًا حاولوا سحبها للغرفة فقد تشبثت بأسوار الشرفة وصرخت صرخة مريعة رفع على إثرها المارة في الشارع رؤوسهم للتحقق من ماهيتها.
كان الصبي المحتضر ينتظر، وعيناه مُعلقتان في النافذة، مؤجلاً الموت حتى يتمكن من رؤية وجه أمه المحبوب للمرة الأخيرة. لكنه أنتظر طويلًا، طويلًا حتى حل المساء، ومن ثم أنقلب إلى الجهة الأخرى قُبالة الجدار، وعم الصمت أرجاء المكان.
مات الصبي مع شروق شمس الصباح، وفي اليوم الذي تلاه جُنت الأم.