أقاصيص أطفال

الأميرة وحبّة البازلاء

  • الكاتب: هانز كريستيان أندرسن
  • ترجمة نوف الواهبي
  • تدقيق: راشد التميمي

كان يا ما كان في قديم الزمان، كان هناك أميرٌ أراد الزواجَ من أميرةٍ حقيقية. سافر الأمير حول العالم لِيجد ضالتَه، لكنه لم يجدها في أي مكان. ثمّة عددٌ كافٍ من الأميرات لكن كان من الصعب معرفة ما إذا كن أميراتٍ حقيقيات أم لا، حيث كان هناك دائماً أمرٌ مريب حيالهن. لذا عاد إلى المنزل مرةً أخرى، والحزن يعلو وجهه، فلطالما رغب بالارتباط بأميرةٍ حقيقة. ذاتَ مساء هبّت عاصفةٌ مفزعة، كان هنالك رعدٌ وبرق، وأخَذَ المطرُ في الانهمار إلى أن تشكلت السيول الجارفة. فجأةً، سُمِعَ صوتُ طَرقٍ على بابِ المدينة، وذهب الملك العجوز لفتحه.

كانت أميرة تقف أمام تلك البوابة. لكن، يا إلهي! يا لَهُ من منظر مفزع ارتسم بفعل المطر والريح. كان الماء يسيل من شعرها وملابسها؛ ومن خلال أصابع قدميها حتى ينساب مرةً أخرى من عند الكعب، و مع ذلك قالت إنها أميرة حقيقية.

فكّرت الملكة العجوز ثم قالت في نفسها: حسناً، سنكتشف ذلك قريبا.

ولكنها لم تقل شيئاً علناً، وذهبت إلى غرفة النوم وأخذت جميع المُلاءات من فوق السرير، ثمّ وضعت حبّة بازلاء في قاع السرير وبعد ذلك أخذت عشرين مرتبة ووضعتها فوق حبّة البازلاء وعشرين غِطاءً – مصنوعاً من ريش البط الناعم ووضعتهم فوق تلك المراتب.

كان على الأميرة أن تستلقي طوال الليل، وفي الصباح سُئِلت كيف نامت.

قالت : ” أوه، لقد نمت نوماً سيئاً للغاية! بالكاد أغمضت عيني طيلة ليلة البارحة. الله هو الوحيد الذي يعرف ما كان بالسرير، لكن كنت أستلقي على شيء شديد الصلابة، لذلك فاللون الأسود والأزرق يكسو جسدي بالكامل وهذا مريع!

الآن عرفوا بأنها أميرةً حقيقية، لأنها شعرت بحبّة البازلاء رغم تلك المراتب والملاءات. 

لا أحد سوى أميرةٍ حقيقيةٍ يمكن أن تكون بهذه الدقة والحساسية تجاه حبّة البازلاء.

لذلك أخذها الأمير لتكون زوجته, بعد أن علم أنّها أميرة حقيقية. ووُضِعت حبّة البازلاء في المتحف حيثُ يمكن رؤيتها إذا لم يسرقها أحد.


الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s