أقاصيص أطفال

سارق المخزن الصغير

  • ترجمة: رزان العيسى
  • تدقيق: راشد التميمي

قال الفأر الصغير في يومٍ ما: ماما حبيبتي، أظن أن سُكّان هذا المنزل طيبون جدًا، أليس كذلك؟ فهم يتركون لنا أشياءَ جميلة في المخزن.

كان هناك لمعة في عيني الأُم وهي تقول: “لا شك يا صغيري أنهم جيدون من طريقة معاملتهم لنا، لكن لا أعتقد أنهم مغرمون بنا كما تعتقد. والآن تذكر عزيزي “غرايويسكر” أمنعك بتاتًا من وضع أنفك على الأرض إلا وأنا معك. فلا أستبعد أن يحاول هؤلاء البشر الإمساك بك.

حرك ” غرايويسكر” ذيله وهو يسخر من أمه، فهو يعرف تمامًا كيف يعتني بنفسه، وأيضًا هو لا ينوي أن يتبع أمه بقية حياته. لذلك عندما تكورت الأم حول نفسها لتأخذ قيلولة الظهيرة، تسلل إلى الخارج وركض نحو أرفف المخزن..

يا إلهي! يوجد شيء لذيذ اليوم. قطعة كعك كبيرة وضعت على الرف البعيد. لعق “غرايويسكر” فمه كما لو أنه استنشق رائحتها. كُتب فوق الكعكة كلمات بالسكر الزهري، لكن “غرايويسكر” لم يستطع قراءتها. وهو لم يعلم أنه كان يأكل كعكة عيد الميلاد الآنسة الصغيرة “اثيل”. لكنه شعر بالندم عندما سمع صوت أم الفتاة الصغيرة تنادي. فركض بسرعة نحو بيته، ووصل بالضبط وأمه تفرك عينيها بعد انتهاء القيلولة.

فيما بعد أخذت الأم “غرايويسكر” برفقتها إلى المخزن، وعندما رأت الفجوة في الكعكة شعرت بالانزعاج.

قالت: بالتأكيد كان هنا فأر قبلنا. لكنها لم تتوقع أبدًا أن يكون هذا الفأر ابنها الصغير.

ذهب الفأر الصغير الشقي في اليوم التالي إلى المخزن، وقت قيلولة أمه. في البداية لم يجد شيئًا ليأكله، لكن رائحة الجبن كانت تملأ المكان.

ثمّ وجد بيتًا صغيرًا مصنوعًا من الخشب، حيث كانت قطعة الجبن معلقة هناك.

فركض “غرايويسكر” ناحيتها، لكن! المنزل سقط عليه، ووقع الفأر في الفخ بسرعة.

عندما حلّ الصباح، نقلت الطباخة التي نصبت الفخ الفأر إلى الرف، ثم نادت فتاة صغيرة وجميلة لترى اللص الذي أكل كعكتها.

سألتها ” اثيل”: ماذا ستفعلين به؟

“لماذا يا عزيزتي؟ سأغرقه بالماء حتّى أتأكد أن الأمر انتهى”

انهمرت الدموع من عيني الصغيرة الزرقاوين.

“لم تعرف أن هذا يُعد سرقة يا فأري الصغير، صحيح؟”

صرخ ” غرايويسكر ” بحزن: “لا، لم كن أعرف حقًا.”

التفتت الطباخة لحظة، فاستغلت الصغيرة “اثيل” طيبة القلب عدم وجودها ورفعت غطاء الفخ، فخرج الفأر منه.

يا إلهي! كانت سرعته هائلة وهو يركض نحو أمه، وراحت أمه تداعبه حتّى نسي خوفه، ثمّ وعدها ألا يُعصيها أبدًا، وبالتأكيد لم يعد الكرة أبدًا.


الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s