كوميديا

استعارة عود ثقاب

  • الكاتب: ستيفين لياكوك
  • ترجمة: أمل المانع
  • تدقيق: أبي أسامة

قد تظن أنه من السهل استعارة عود ثقاب من أحدٍ على الطريق، ولكن سيؤكد لك أي شخص قد جرّب ذلك مسبقا بأن الأمر ليس كما يبدو، وسيكون مستعداً للقسم على ما حدث لي هذا المساء.

كنت واقفاً عند زاوية الشارع ممسكا بسيجارة، ولكن لم يكن معي عود ثقاب لإشعالها، فانتظرت حتى أتى رجل محترم عادي المظهر، وقلت له:”لو سمحت يا سيدي، هلاّ أعرتني عود ثقاب من فضلك؟”

“عود ثقاب؟ بالطبع”. ثم حلّ أزرار معطفه ووضع يده في جيب صدريته وهو يقول: “أعلم أنني أحمل واحداً”، ثم استطرد “وأكاد أقسم أنه في الجيب السفلي، أو انتظر لحظة أعتقد أنه قد يكون في الجيب العلوي. انتظر فقط حتى أضع هذه الطرود على الرصيف”.

قلت له: “اوه، لا تتعنَّ، أرجوك، فالأمر ليس مهما حقاً”.

لا عليك، لا عناء في ذلك، سأخرجها خلال لحظة، متأكد أنني أحمل واحداً لابد أن يكون في مكان ما هنا” كان يحفر أصابعه في جيبه وهو يقول: “ولكن أتعلم؟ إنها ليست الصدرة التي اعتدت أن…”

عندما رأيت أن الرجل غمره الحماس قلت له مؤكداً: “حسنا، لا تكترث للأمر، فإن لم تكن هذه الصدرة التي اعتدت ارتداءها فلا بأس في ذلك”.

أجاب الرجل: “انتظر، انتظر! أنا متأكد بأنني أحمل هذا الشيء اللعين في أحد هذه الجيوب، أعتقد أنه لابد أن يكون في الجيب الذي أضع فيه الساعة، لا، ليس هنا أيضاً، انتظر حتى أجرّب جيوب معطفي. لو علم فقط ذلك الخياط البغيض كيف يصنع الجيوب بطريقة يسهل الوصول لها!”.

بدأ الرجل ينتابه الحماس الشديد حيث رمى عكازه وغرز أسنانه في جيبه ثم قال بغضب: “إنه ذلك الصبي اللعين، فقد حدث ذلك بسبب عبثه بجيوبي، يا إلهي! في الغالب لن أداعبه عند عودتي للمنزل. لحظة، أكاد أجزم أنه في جيب سروالي الخلفي، ولكن أود منك فقط أن تمسك بذيل معطفي للحظة حتى أتمكن من…”.

أكدت له مرة أخرى: “لا، لا، أرجوك لا تتعنَّ أكثر، إنني حقاً لست بحاجة له، أؤكد لك أنك لست مضطراً لخلع المعطف، وأتوسل إليك بألا تلقي مكاتيبك وأغراضك في الثلج هكذا، ولا تمزق جيوبك من جذورها! أرجوك، أرجوك لا تطأ على معطفك، ولا تمرر قدميك على الرسائل! ولا يروقني شتمك لطفل صغير بنبرة التذمر الغريبة تلك. أرجوك لا، توقف عن تمزيق هندامك بوحشية شديدة!”.

وفجأة أصدر الرجل صوتاً يعبّر عن نشوته، وأخرج يده من بطانة معطفه، ثم صرخ: “وجدته، ها هو”، وبعدها جلب العود تحت الضوء وإذا به كان عود أسنان، مما جعلني أدفعه ليسقط تحت عجلات عربة البضائع، ثم فررت هارباً.


الإعلان

رأي واحد حول “استعارة عود ثقاب”

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s